کد مطلب:323806 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:354

المرأة بین البهائیة و المذاهب الهدامة
ففی القرن التاسع عشر ظهر دارون و فروید و كارل ماركس جمیعا.. و فی هذا القرن نفسه، ظهر المرزا حسین علی مؤسس البهائیة فی ایران اذ ولد فی طهران یوم 12 نوفمبر 1817 م الموافق 2 محرم سنة 1233 ه.. و عاش حیاته علی اتصال وثیق بالدول الاستعماریة التی تعادی الاسلام و المسلمین فی هذا القرن الماضی: الروس و الانجلیز.. فمن الثابت عند البهائیین: «ان دولة الروس، اتصلت بحسین علی فی (آمل) و قدمت له المساعدات اللازمة» [1] .

و ذكر حسین علی الملقب بالبهاء فی كتابه «سورة الهیكل» ما یؤكد هذه الصلة: «یا ملك الروس.. و لما كنت أسیرا فی السلاسل و الاغلال فی سجن طهران نصرنی سفیرك» [2] .
و بعد نفیه الی بغداد قدمت له الحكومة الانجلیزیة عن طریق سفیرها جنسیة انجلیزیة و نقلته مع رفاقه الی الهند المسلمة لاثارة الفتن هناك تحت رعایتها و حفظها [3] و مما لا شك فیه ان حسین علی مدعی الالوهیة، قد حقق المخطط الانجلیزی الصهیونی فی الاطاحة بالخلافة العثمانیة، و الاستیلاء علی فلسطین. و لقد واصل ابنه عباس أفندی تحقیق المخطط الضهیونی من بعد أبیه. و اعترف الداعیة البهائی «أسلمنت» بأن تحقیق اهداف المخطط الصهیونی من أهم الأسباب التی أنشئت من اجلها البهائیة.. یقول: «كان الابتهاج فی حیفا عظیما عندما استولت الجنود البریطانیة و الهندیة (التابعة للحكومة الانجلیزیة) علیها بعد قتال دام 24 ساعة فی 23 سبتمبر سنة 1918 م بعد الظهر و بذلك انتهت أهوال الحرب التی استمرت طول حكم الاتراك. و منذ الاحتلال البریطانی طلب عدد عظیم من العسكر و الموظفین من كل الطبقات حتی العلیا مقابلة عبدالبهاء و كانوا یبتهجون بمحاداته النوراء وسعة اطلاعه و تعمق باطنه الأنور و كرم ضیافته و نبالة ترحیبه - لأجل اسقاط الحكم الاسلامی - و كان اعجاب رؤساء الحكومة بعظمة اخلاقه و عمله الجلیل للسلام و الوثام و السعادة الحقیقة للعالم شدید الدرجة ان أنعم علیه بنیشان فرسان الامبراطوریة باحتفال وقع فی حدیقة الحاكم العسكری لحیفا فی السابع و العشرین من شهر ابریل سنة 1920 » [4] .

و لما كان تفصیل ذلك و تأییده بالوقائع مما لا یحتمله الا كتاب ضخم فاننا ننتقل الی موضوع البحث - حتی یتسنی لنا أن نتعرف علی «وحدة المصادر» بین البهائیة و المذاهب الهدامة، ذلك ان الیهود هم وراء كل مذهب من هذه المذاهب، ینشرون مبادی ء «الاخاء و الحریة و المساواة» اذا احسوا الاضطهاد. و ما
ظهر مذهب فكان مؤدیا الی سهم بالأذی من قریب أو بعید الا قتلوه، أو حوروه بما یفسده هو و ینفعهم هم. و كل ما كان مؤدیا الی خیر لهم مباشرة روجوه فی كل أنحاء العالم و رفعوه و رفعوا صاحبه بین أساتذة الثقافة العالمیین و لو كان حقیرا، و كذلك یروجون لكل قلم ما دامت آثاره عن قصد أو غیر قصد تساعد علی افساد الناس و رفع شأن الیهود كما فعلوا مع نیتشه الذی یتهجم علی المسیحیة و اخلاقها و یقسم الاخلاق قسمین: اخلاق سادة كالعنف و الاستخفاف بالمبادی ء، و أخلاق عبید كالرحمة و البر.. مما یتفق و روح الیهودیة و تاریخها. و یمهد لها فی الأذهان و یجعلها سابقة علی نیتشه [5] و كذلك روجوا مذهب التطور و أولوه تأویلات ما خطرت لداروین علی بال. و استخدموه فی القضاء علی الأدیان و القومیات و القوانین و الفنون مظهرین ان كل شی ء بدأ ناقصا شانها یثیر السخریة و الاحتقار، ثم تطور، فلا قداسة اذن لدین و لا وطنیة و لا قانون و لا فن و لا لمقدس من المقدسات، و هم یعبثون بعلوم الاقتصاد و الاجتماع و مقارنة الأدیان [6] و یسخرونها لمصلحتهم و افساد الآداب و النظم و الثقافات و العقول فی كل أنحاء العالم، و یدسون فیها نظریات مبهرجة لا یفطن الی زیفها الا الموهوبون ذو و العقول المستقلة. و هم وراء كل زی من أزیاء الفكر و العقیدة و الملبس و السلوك ما دام لهم فی رواجه منفعة، و هم أحرص علی ترویجه اذا كان یحقق لهم المنفعة. و یجلب لغیرهم الضرر. و لا تخلو بلد كبیرة من مركز دعایة فكریة تروج لأمثال هذه الأزیاء المذهبیة و الاتجاهات الهدامة. واخصها فی البلاد الدیمقراطیة فرنسا. و ان ظروفها الخاصة المعاصرة و التاریخیة لترشحها أكثر من غیرها لأداء هذه الرسالة المخربة، و من مقال للأستاذ العقاد علی «الوجودیة: الجانب المریض منها» قال نصه: و لن تفهم المدارس الحدیثة فی اوربة ما لم تفهم هذه الحقیقة
التی لا شك فیها. و هی أن اصبعا من الأصابع الیهودیة كامنة وراء كل دعوة تستخف بالقیم الاخلاقیة، و ترمی الی هدم القواعد التی یقوم علیها مجتمع الانسان فی جمیع الازمان.. فالیهودی كارل ماركس وراء الشیوعیة التی تهدم قواعد الأخلاق و الأدیان. و الیهودی دور كهایم وراء علم الاجتماع الذی یلحق نظام الأسرة بالأوضاع المصطنعة. و یحاول أن یبطل آثارها فی تطور الفضائل و الآداب. و الیهودی - أو نصف الیهودی - سارتر وراء الوجودیة التی نشأت معززة لكرامة الفرد فجنح بها الی حیوانیة تصیب الفرد و الجماعة بآفات القنوط و الانحلال.

و من الخیر ان تدرس المذاهب الفكریة، بل الأزیاء الفكریة كلما شاع منها فی اوربا مذهب جدید. و لكن من الشر أن تدرس بعناوینها و ظواهرها دون ما وراءها من عوامل المصادفة العارضة و التدبیر المقصود [7] .

و قل مثل ذلك فی العلامة سیجموند فروید الیهودی الذی هو من وراء علم النفس یرجع كل المیول و الآداب الدینیة و الخلیفة و القنیة و الصوفیة و الأسریة الی الغریزة الجنسیة، كی یبطل قداستها، و یخجل الانسان منها و یزهده فیها، و یسلب الانسان ایمانه بسموها ما دامت راجعة الی أدنی ما یری فی نفسه. و بهذا تنحط فی نظره صلاته بأسرته و مجتمعه و الكون و ما وراءه.. و لو جعل الاستاذ فروید الغریزة الوالدیة (الأبوة و الأمومة) هی المرجع لكان أبعد من الشطط و الشناعة و أدنی الی القصد و السداد.

و قل مثل ذلك فی علم مقارنة الأدیان التی یحاول الیهود بدراسة تطورها و مقارنة بعض أطوارها ببعض. و مقارنتها بمثلها فی غیرها أن یمحو قداستها و یظهروا الانبیاء مظهر الدجالین.

و كذلك حركة الاستشراق التی تقوم علی بعث الكتب القدیمة فهی فی العربیة
تزحم مكاتبنا بأتفه الكتب التی لا تفید علما، و لا تؤدب خلقا، و لا تهذب عقلا، فكأننا نؤسس المكاتب لتكون متاحف لحفظ هذه المومیات الخالیة من الحیاة، و التی لا یمكن أن تحیی عقلا أو قلیا أو ذوقا. لا. بل هی تغری الانسان - لتفاهة محتویاتها و تفككها - بالنفور منها اذا كان سلیم الطبع و العقل. او تحمله علی التمسك بتفاهاتها فتورثه الغرور و الغباء و الكبریاء، و كذلك یروج الیهود كل المعارف التافهة و الشهوانیة و الالحادیة فینا و فی غیرنا الآن.

و لیلا حظ أنه من الغباء القول بأن الیهود هم القائمون بكل هذه الحركات السیاسیة و الفكریة و الاقتصادیة. فبعضها من عملهم و عمل صنائعهم. و بعضها من عمل غیرهم انسانیا أو طبیعیا. و لكنهم هم كالملاح الماهر ینتفع لتسبیر سفینته بكل تیار و كل ریح مهما یكن اتجاهه، و یسخره لمصلحته سواء كان موافقا أو معاكسا له.

و قد ظهر البهاء فی القرن التاسع عشر مع دارون و فروید و كارل ماركس جمیعاء «و كانت ایحاءاتهم و توجیهاتهم كلها منصبة علی تحقیر الانسان بشتی الطرق. مرة بحیوانیته المطلقة علی ید دارون. و مرة بوحله الجنسی المطلق علی ید فروید. و مرة بسلبیته و ضآلة دوره تجاه المادة و العوامل الاقتصادیة علی ید كارل ماركس».

و كل هذه الایحاءات و التوجیهات كما تؤثر فی النظرة الی الانسان ذاته، تؤثر كذلك فی النظرة الی المرأة و الی العلاقات بین الجنسین یصفة خاصة. و تحطم كل قوانم الأخلاق. و تطلق الجنسین حیوانین یتلمسان الشهوة و اللذة لذاتهما.. حتی الهدف الحیوانی من حفظ النوع بالنسل لم یعد الأناس فی اوروبا و أمریكا ینظرون الیه الا علی أنه قید یحد من حریة الاختلاط الجنسی، و یحمل الذكر الانثی تبعات لا یریدان ان یتحملاها! بمنع الحمل، او بالاجهاض او بوأد الولید.

[1] الكواكب، ص 284.

[2] سورة الهيكل، الحسين علي كتابه «لوح ابن ذئب»، ص 42.

[3] احسان الهي ظهير: البابية - عرض و نقد - القسم الاول. دائرة المعارف الادبية، ص 91 ج 5 عن المستشرق براون.

[4] بهاء الله و العصر الحديد، ص 70.

[5] انظر ما اورده البروتوكول الثاني من بروتوكولات حكماء صهيون عن نيشة و داروين و ماركس من تروج اليهود مذاهبهم.. ص 122. من خليفة التونسي: الحظر اليهودي.

[6] انظر للأستاذ خليفة التونسي في الرسالة مقالا بعنوان (أبطال اليهوديين القرآن و العهد القديم) العدد 926 في 2 / 4 / 1951 و نظر البروتوكول 14 هنا.

[7] من جريدة الاساس في 21 / 4 / 1950. من خليفة التونسي: السابق.